چکیده:
تعرّف العصر الحديث علی التطورات الهامّة في البلدين مصر وإيران، من أهمها النهضة الدستورية المشترکة التي انفتحت علی العصرنة والحياة الجديدة في البلدين، وانبثقت من هذه الحياة؛ حياة أدبية رائعة لم يشهدها البلدان من قبل، فأخذ الشعراء يواکبون مستحدثات عصرهم وتقرير مصير شعبهم. من أبرزهم؛ محمود سامي البارودي في مصر وملك الشعراء بهار في ايران. ففي خضم معترك الحياة السياسية والاجتماعية الجديدة طغت علی أدبهما مضامين مستحدثة وبديعة، منها موضوع الوطن الذي ظهر في ذروة الموضوعات الدستورية للشاعرين وألقی بظلاله علی حياتهما الأدبية. فاختص شعر الشاعرین بخصائص مختلفةٍ تشترك في بعض المواقف بينهما. وأما أهم میزات الشعر الوطنی التی یمتاز بها الشاعران فتأتی فیما یلی: اتخاذ أسلوب البیانی المحافظ والنمط الأدبی القدیم کطریقة ثابتة في قصائدهما الوطنیة، والوحدة العضویة حیث شکّل الوطن لدیهما موقفاً واحداً يسيطر علی روح قصائدهما الوطنية، کما أعلن الشاعران آراءهما الوطنية في صراحة لکي يؤجّجا الحس القومي و قد أکثرا في صرختهما من الجرأة والحماسة لاسيما في مواقف الفخر بالوطن والتذکير بغفلة الناس، وأما بالنسبة إلی الروعة التصویرية فيتميز شعرهما الحسی بالخيال التفسيري، و فی مشاهداتهما النفسیة غلب الخيال التأليفي أو الابتکاري علی أشعارهما الوطنیة. و في التطرق إلی الوطن الدیني تأثر الشاعران بأفکار السيد جمال الدين الأسد آبادي و هي أن کل وطن یصمد أمام الجبابرة ویذود عن حريته واستقلاله واتحاده في المبادئ الدينية. لقد اعتمد البحث علی المنهج التوصیفی- التحليلي للشعر الوطني عند الشاعرين استکشافاً لتأثيرات النهضة الدستورية في کلا البلدين وأصدائها في شعر الشاعرين.
خلاصه ماشینی:
وأما أهم میزات الشعر الوطنی التی یمتاز بها الشاعران فتأتی فیما یلی: اتخاذ أسلوب البیانی المحافظ والنمط الأدبی القدیم کطریقة ثابتة فی قصائدهما الوطنیة، والوحدة العضویة حیث شکل الوطن لدیهما موقفا واحدا یسیطر علی روح قصائدهما الوطنیة، کما أعلن الشاعران آراءهما الوطنیة فی صراحة لکی یؤججا الحس القومی و قد أکثرا فی صرختهما من الجرأة والحماسة لاسیما فی مواقف الفخر بالوطن والتذکیر بغفلة الناس، وأما بالنسبة إلی الروعة التصویریة فیتمیز شعرهما الحسی بالخیال التفسیری، و فی مشاهداتهما النفسیة غلب الخیال التألیفی أو الابتکاری علی أشعارهما الوطنیة.
1373ش: 384) من أهم الموضوعات التی تبلورت بصورة واضحة فی أشعارهما الدستوریة وکانت علی رأس أولویاتهما؛ قضیة الوطن ومایرتبط بها، فنشأ الشعر الوطنی لدیهما فی مرحلة الانبعاث أو الکلاسیکیة وأصبح هذا الموضوع نوعا حدیثا فی أدبهما، بحیث صار الحنین إلی الوطن لدی البارودی موضوعا مستقلا والعامل الحاسم یعود إلی نفیه من أجل الوطن کما صار الوطن لدی«بهار» أجد أهم موضوعین فی أشعاره الدستوریة، فقدأشار أحد الباحثین إلی نفس الموضوع قائلا «إذا أردنا أن نصطاد موضوعین هامین من البحر العظیم لشعربهار؛ فهما الوطن والحریة» (شفیعی کدکنی.
أما هذه المقالة فتحاول أن تقارن بین الشعر الوطنی عند محمود سامی البارودی و ملک الشعراء بهار لأن للوطن لدیهما حضورا متمیزا و یبدو أنهما أدرکا أن الاهتمام بقضیة الوطن سیرتقی بالشعب إلی المرتبة الجدیرة به، فلهذا یقوم البحث علی المقارنة بین الشعر الوطنی عند الشاعرین، کما یبحث عن المیزات الوطنیة التی تشترک بین الشاعرین ویبین الطرق البیانیة المتنوعة لها.