چکیده:
يعتبر الأدب القصصي الحديث جزءً هاماً من الأدب المعاصر. من وظائفه تجسيد الهموم الحياتية للإنسان المعاصر، فهو خير سفير لما يحدث في المجتمعات الإنسانية، خاصة إذا کانت الحياة تحت الاحتلال أو في حالة الحرب، فهي تحمل في أثنائها أشدّ الصعوبات للمجتمعات البشرية عامة وللمرأة خاصة. يهدف البحث دراسة موضوع المرأة ومعاناتها في ثنائية سحرخليفة؛ الصبّار و عبّادالشمس إذ ترسم الکاتبة فيها الحياة الإنسانية في الأرض المحتلة بأدقّ التفاصيل. فالحديث عن المرأة و قضاياها لا يتوفر إلا برصد الأوضاع التي تعيشها المرأة في مجالين؛ الأسرة و المجتمع، وهي التي يفرضها عليها عاملان؛ الأجواء الثقافية من جانب، و واقع الاحتلال من جانب آخر، و لهذين دور حاسم في تطور الشخصيات؛ تطور يختلف مداه من شخصية إلی أخری. فيشير البحث إلی أقسام مختلفة من الشخصيات حسب تصرفاتها مع الظروف الراهنة و مدی التطور {سلبياً کان أو إيجابياً} الذي طرأ علی حياتها أثناء هذا التعامل، و ينهج منهجاً تحليلياً بالتأکيد علی أهم الموضوعات المؤثرة في حياة المرأة.
خلاصه ماشینی:
من الآلام التی تعانیها لمرأة فی مجتمع الثنائیة إعمال العنف علیها من ناحیة الرجل، وهذه حقیقة لاتزال تشاهد فی کل مجتمع متخلف وکذلک المجتمع الذی تصوره سحر خلیفة فی الثنائیة، فنری من الشخصیات النسائیة من تعانی من هذه الملمة الاجتماعیة ومنهن خضرة، وهی فتاة تتلخص حیاتها فی الفقر والذل والتشرد والحرمان؛ تقضی أیام طفولتها فی التشرد والبؤس حینما تدور بعد فقدان الأم من خیمة إلی خیمة ومن دار إلی دار، تعمل خادمة فی البیوت، تعیش فی ظل أب لایرحم؛ یزوجها من رجل متقدم فی السن یذیقها ألوانا من الضرب والعذاب ویشارکه فی ضربها أولاده فتهرب من بیت الرجل وتلجأ إلی زوج آخر بعمر أبیها، مریض القلب ولکنه رغم مرضه یعاملها معاملة حسنة ویحترم إنسانیتها ومشاعرها ویتکلم معها بأحلی الأقوال والکلمات؛ الکلمات التی لم تسمعها الفتاة طوال عمرها لا من أبیها ولا من زوجها الأول، ولهذه الکلمات العذبة مفعول السحر فی نفسها فیحثها علی السعی لأجل الحفاظ علی حیاتها الزوجیة؛ تخدم الزوج، تطعمه وتسقیه وتشتری له الدواء وتراعی شؤونه راجیة سماع کلماته الحانیة الدافئة کـ«خضرة یاست الکل»، الکلام الذی ینزل علی قلبها مثل السکر وینفخ فی نفسها الأمل والرجاء ویحثها فی الأیام الصعبة حث لم یعد لدیها ما تخاف علی فقده، إلی بیع جسدها کی تشتری الدواء للزوج الذی یحترم إنسانیتها ومشاعرها (العیلة، 2002:37).